AFCN وFull Fact يتحدان من أجل تدقيق معلومات مدعوم بالذكاء الاصطناعي باللغة العربية

2 نيسان/أبريل 2024
فريق الشبكة العربية لمدققي المعلومات من أريج
منذ أن بدأت أريج (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية) رحلتها في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 2021، كان تركيزها دائماً وسيظل على دعم مجتمعها من الصحفيين/ات الاستقصائيين/ات ومدققي/ت المعلومات، وتسهيل عملهم/ن، وتشجيعهم/ن على استخدام الذكاء الاصطناعي أخلاقياً، للتأكد من أن هذا الاستخدام يتوافق مع مبادئنا ولا يؤثر سلباً على عملنا في تعزيز الصحافة الشفافة والموضوعية وعالية الجودة في العالم العربي.
أحد الجوانب الرئيسية التي أظهر الذكاء الاصطناعي تقدماً ملحوضاً فيها هو مجال تدقيق المعلومات. وفي الوقت نفسه، يعد الذكاء الاصطناعي سبباً رئيسياً لتوليد التزييف العميق ونشر المعلومات الخاطئة/المضللة مما يجعل عملية تدقيق المعلومات أكثر صعوبة، ويشجعنا على تطوير تقنيات جديدة لتسهيل عملنا.
بعد عدة سنوات من العمل ودعم وتعزيز عمل مؤسسات/مبادرات تدقيق المعلومات ومدققي/ات المعلومات المستقلين/ات في العالم العربي، خلصت الشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) من أريج إلى أن التكنولوجيا لم تعد ترفاً عندما يتعلق الأمر بتدقيق المعلومات. لقد أصبح فهم دور الذكاء الاصطناعي وأهميته في هذا المجال، وكيف يمكنه دعم هذه العملية، والإضرار بها في الوقت نفسه، أحد محاور التركيز الأساسية للشبكة.
وكان أحد استنتاجاتنا الرئيسة أيضاً هو أن عملنا كمدققي/ات للمعلومات لا ينبغي أن يظل يدوياً بنسبة 100٪. لقد أصبحت أدوات تدقيق المعلومات باللغة العربية حاجة ماسة لتسريع عملنا. بعد تعريب العديد من الأدوات مثل INVID وتطوير أدوات جديدة مثل AFCN Chatbot وAFCN marketplace، تواصل الشبكة تسهيل وتسريع عملية تدقيق المعلومات باللغة العربية باستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال التعاون مع شركائها الرائدين وشركات التكنولوجيا الكبرى.
ولهذا السبب، بدأت AFCN بالتعاون مع مؤسسة Full Fact البريطانية، من أواخر عام 2023، في تطوير “أدوات Full Fact AI لتدقيق المعلومات” باللغة العربية. يُعدّ هذا المشروع، المدعوم من مبادرة أخبار غوغل، أحد مشاريع الشبكة الرئيسية لدمج الذكاء الاصطناعي في عمل مؤسسات تدقيق المعلومات العربية بهدف تسهيل وتسريع عملها.
اليوم، وبمناسبة “اليوم العالمي لتدقيق المعلومات”، تطلق AFCN وFull Fact، هذه الأدوات باللغة العربية، بعد أشهر من الاختبار، وشرح البيانات وترجمتها إلى اللغة العربية، والتطوير التقني، واكتشاف كيف يمكن لها أن تلعب دوراً حاسماً في تطوير عمل مجتمع تدقيق المعلومات العربي.
ركزت عملية تصنيف البيانات باللغة العربية على تحديد المصطلحات الأساسية، المطالبات، أنواعها، المطالبات التي تستحق التدقيق، والتنبؤ بالاقتباسات، وتحديد المدعين، من بين جوانب أخرى. وقد شكلت هذه العملية تحديات بسبب خصائص اللغة العربية، حيث يمكن أن تتوافق نفس التهجئة مع كلمات ذات نطق ومعاني مختلفة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى مطابقات غير صحيحة. بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن التحديد الدقيق للموضوع ذي الصلة أمر صعب عند التعامل مع أجزاء من الكلمات أو عناصر الأسماء المركبة. ومن المقرر أن تستمر عملية التصنيف الخاصة بالبيانات خلال الأشهر المقبلة، بهدف تعزيز وتوسيع ميزات الأدوات باللغة العربية.
تحتوي أداة Full Fact AI على الميزات التالية:
- مراقبة الأخبار والمعلومات لمعرفة أهم ما يجب تدقيقه يومياً.
- سهولة البحث المتقدم عن الادعاءات في وسائل الإعلام/صفحات التواصل الاجتماعي التي تراقبها مؤسسات تدقيق المعلومات.
- معرفة متى يكرر شخص ما شيئاً يعلم بالفعل أنه خطأ ووضع تنبيهات لذلك.
- التحقق من المعلومات بشكل مباشر.
تعمل شركة Full Fact على تطوير أدوات لدعم مدققي/ات المعلومات منذ عام 2016. وقد تم تطوير هذه الأدوات في البداية باللغة الإنجليزية وهي قيد الاستخدام النشط في العديد من البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية. وكانت الخطة دائماً بالنسبة للشركة، هي توسيع نطاقها للعمل بلغات أخرى، ومع دعم مبادرة أخبار غوغل، أنتجت Full Fact إصدارات للأدوات تعمل باللغتين الفرنسية والعربية. تعتمد العديد من المكونات الأساسية على “نماذج اللغات الضخمة” التي تنشرها غوغل وغيرها من المؤسسات.
هذه النماذج إحصائية لغوية ضخمة، تلتقط معلومات حول كيفية دمج الكلمات لتكوين جمل وكيفية دمج الجمل لتكوين مستندات. العديد من هذه النماذج متعددة اللغات بالفعل، لذا لم تحتاج أدوات Full Fact إلا إلى تغييرات بسيطة للاستفادة من هذه الإمكانات. ومن خلال العمل الوثيق مع AFCN، تمكنت Full Fact من تقييم أداء الأدوات باللغة العربية وإجراء الضبط الدقيق للنموذج عند الحاجة.
“أدوات Full Fact AI لتدقيق المعلومات باللغة العربية، بدءاً من اليوم، ستكون متاحة لأكثر من 20 مؤسسة/مبادرة تدقيق معلومات (أخبار ميتر، أنير، بيم ريبورتس، بي إن تشيك، شييك، إتريك 24، حقيقة اليمن، كاشف، فاكت-أو-ميتر، متصدقش، مسبار، صحيح مصر، صحيح اليمن، صواب، هي تتحقق، صدق، تفنيد، تحقق فلسطين، تحقق 360، تيقن، الفاحص وتونس تتحرى) من 9 دول عربية (مصر، العراق، الأردن، لبنان، ليبيا، فلسطين، السودان، تونس واليمن) مع خطة لجعلها في متناول المزيد من المؤسسات من المزيد من الدول العربية في السنوات القليلة المقبلة.
“في البيئة الإعلامية الصعبة اليوم، يعد الذكاء الاصطناعي شريكاً حاسماً لمدققي/ات المعلومات الملتزمين/ات بدعم الدقة في أي لغة. تطوير أدوات Full Fact AI لتعمل باللغة العربية هو الجزء الأول من العملية. وأعقب ذلك تأهيل وتدريب مديري/ات المؤسسات والمحررين/ات ومدققي/ات المعلومات، بالإضافة إلى جلسات دعم وإشراف منتظمة. تقول كيت ويلكنسون، مديرة منتج أولى في Full Fact: “يضمن هذا ليس فقط معرفة المؤسسات وفرقها بكيفية استخدام الأدوات، بل إنها مجهزة أيضاً بالمهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في عملها بنجاح”.
“نحن ندرك الدور المحوري للتعاون في رفع فعالية مجتمع تدقيق المعلومات. إن الشراكة مع Full Fact لتوفير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم باللغة العربية بدعم من GNI، تمثل علامة بارزة لمجتمع تدقيق المعلومات العربي. هذا التعاون سوف يساعد في معالجة العديد من التحديات، مما يوفر فرصة تحويلية للتغلب على العقبات وتعزيز تأثير عملية تدقيق المعلومات”، تؤكد المديرة العامة لأريج روان الضامن.
إن تعاون الشبكة العربية لمدققي المعلومات من أريج وFull Fact في توفير أدوات الذكاء الاصطناعي التي تدعم عملية تدقيق المعلومات باللغة العربية، قد أدى إلى تقليل العديد من التحديات بشكل كبير. وتشمل هذه التحديات التغلب على العقبات اللغوية، والتعامل مع تعقيدات البيانات، والحواجز التكنولوجية. وقد أدى هذا التعاون إلى تبسيط ما كان يمكن أن يكون عملية أكثر تعقيداً وتستغرق وقتاً طويلاً، وتبسيط إجراءات تدقيق المعلومات وجعلها أكثر كفاءة وسهولة في الوصول إليها، مع زيادة إنتاجية المؤسسات وقدرتها على تقديم معلومات دقيقة في عالم تنتشر فيه المعلومات الخاطئة والمضللة بكثافة.