“AFCN” تنظم تدريباً رقمياً حول التحقيق في قضايا التضليل

27 نيسان/إبريل 2025
نظّمت الشبكة العربية لمدققي/ات المعلومات (AFCN) من أريج، تدريباً رقمياً متخصصاً بعنوان “التحقيق في قضايا التضليل”، شارك فيه أكثر من 100 متدرب ومتدربة من مختلف أنحاء العالم العربي.
عُقد التدريب على مدار جلستين خلال 13 و27 نيسان/أبريل 2025، قاده الصحفي الكندي كريغ سيلفرمان، الحائز على جوائز دولية والمتخصص في تتبّع حملات التضليل وتحليلها، وأداره مشرف التحقيقات محمد كوماني من فريق تحرير أريج.
ركز التدريب الذي امتد لست ساعات، على تطوير مهارات المشاركين/ات في التحقيق بقضايا التضليل ضمن منهجية صحفية دقيقة، حيث قدّم سيلفرمان مجموعة من الأدوات والمفاهيم التي تساعد على فهم ديناميكيات التضليل الرقمي وتحليل محتواه.
وأكد المدرب خلال اليوم الأول من التدريب، أنه في تحقيقات قضايا التضليل، لا شيء يتفوّق على دقة الملاحظة وذكاء التحليل، ووجّه المشاركين/ات بالبدء دوماً برصد شذوذ في سلوك الحسابات الفردية التي قد تقع خلفها شبكة كاملة. كما شدّد على أهمية التركيز على الأنماط، والكلمات المفتاحية، وسلوك الحسابات، وعدم البحث بعشوائية، مشيراً إلى أن البايو والتفاعل والمحتوى مرآة للنوايا، وبأن جميع الحسابات تتركُ أثراً رقمياً يمكن تتبعه.
وفي الجلسة الثانية بتاريخ 27 نيسان/أبريل 2025، قدّم سيلفرمان مجموعة من النصائح العملية التي تساعد الصحفيين/ات ومدققي/ات المعلومات على مواجهة التعقيدات التي تفرضها حملات التضليل، أبرزها تحليل المواقع والإعلانات المضللة بمنهجية صارمة تبدأ من الرصد وتنتهي بالتحليل التقني الدقيق.وعرض خلال الجلسة أدوات تكشف خيوط الملكية والروابط التقنية بين المواقع، مثل WHOIS، DNSlytics، وBuiltWith. كما استعرض تقنيات البحث عبر مكتبة الإعلانات من ميتا، وأكّد أن التحقيقات لا تُبنى على التقنية فقط، بل تحتاج لقدرات تحليلية بشرية ومصادر محليّة لفهم السياق، وشدد على أهمية الصدق مع الجمهور، والاعتراف بما لم يتم التمكن من الوصول إليه، والكتابة بلغة مسؤولة في حالات الغموض والشك.
يقول عدنان المنصوري، مدقق معلومات من اليمن، أن التدريب جعله يتوجه إلى المجال الذي يطمح منذ مدة بالعمل فيه وهو التحقيقات الرقمية وخاصة في قضايا التضليل، بينما تؤكد راضية الشرعبي، صحفية تونسية مستقلة بأن مادة التدريب مهمة جداً في العمل الصحفي عامةً والاستقصائي خاصةً في تتبع المعلومات المضللة “وتلك التي يسعى أطرافها إلى إخفاء نشاطهم وعلاقاتهم والتي عادةً ما تكون معقدة وغير شفافة وسلوك المنصات ومواقع التواصل، وهو ما يعزز الثقة في إمكانية الوصول إلى هذه المعلومات والتي ستضيف شفافية للجمهور وتعينه على فهم المشهد العام”.
وفي ختام التدريب، دعت الشبكة العربية لمدققي المعلومات من أريج، المشاركين والمشاركات إلى تقديم أفكار لتحقيقات استقصائية حول قضايا التضليل، للحصول على دعم تحريري ومهني من أريج، على أن يتم إرسال المقترحات قبل 30 حزيران/يونيو 2025، من خلال الرابط.
يأتي هذا التدريب ضمن سلسلة من البرامج التي تنظمها الشبكة العربية لمدققي المعلومات من أريج بهدف تعزيز قدرات الصحفيين/ات والمدققين/ات في العالم العربي في مواجهة المعلومات المضللة، والتزويد بالأدوات اللازمة لإنتاج تحقيقات دقيقة وذات أثر.